عابدة مصيرها النار / Anbeterfrau kommt in die Hölle

عن أبي هريرة t قال : ( قيل للنبي : يا رسول الله ، إنّ فُلانة تقومُ الليلَ وتصومُ النهار ، وتَفعَلَ ، وتَصَّدَّق ، وتُؤذي جيرانَها بلسانِها ، فقال رسول الله : ” لا خير فيها ، هي من أهل النار ” ، قالوا : وفلانة تصلي المكتوبة وتَصَّدَّق بأثْوار ، ولا تُؤذي أحدًا ، فقال رسول الله : ” هي من أهل الجنة “) [ أحمد ، والبخاري في الأدب المفرد واللفظ له ، والحاكم في المستدرك والبيهقي في الشعب ، وصححه الألباني ] . ومعنى تَصَدّق بأثوار : أي تتصدق بقِطَع الأَقِط أي الجِبْن .

Abu Hurayra R.A. berichtet, “dass der Prophet (ﷺ) wurde gefragt, „Gesandter Allahs! Eine bestimmte Frau betet nachts, fastet tagsüber, handelt und gibt Sadaqah, verletzt aber ihre Nachbarn mit ihrer Zunge. ‘Der Gesandte Allahs (ﷺ) sagte, »Sie hat nichts Gutes. Sie ist ein Volk des Feuers.’ Sie sagten: „Eine andere Frau betet die vorgeschriebenen Gebete und gibt Quarkstückchen als Sadaqah und verletzt niemanden. ‘Der Gesandte Allahs (ﷺ) sagte, ‘Sie ist eine von den Leuten des Gartens.’” [Al-Adab Al-Mufrad 119; Grade: Sahih (Al-Albani)]

في هذا الحديث معنى عظيم بشأن قيمة الأخلاق في الإسلام ، والموازنة بين العبادة والأخلاق بميزان الله تعالى ، ونحن مطالبون بفهم الإسلام وفق الهَدْيِّ النبوي وليس وفق مرجعية التعصّب والهوى والجهل .

إنّ إيذاء المؤمن خطير جدًا ، قال الله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [ الأحزاب : 58 ] .

“Und diejenigen, die den gläubigen Männern und den gläubigen Frauen Leid zufügen für etwas, was sie nicht begangen haben, laden damit Verleumdung und offenkundige Sünde auf sich.” [Al-Ahzab 33:58]

فعلى المسلم أن يَحْذر أشدّ الحَذّر من إيذاء إخوانه المسلمين بأي نوع من الأذى ؛ عن ابن عمر  قال : ( صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ : ” يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ ، وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ ، لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ ) [ أخرجه الترمذي (2032) واللفظ له ، وابن حبان (5763) ، وبلفظ قريب رواه أبو داود (4880) ، وأحمد (19776) من حديث أبي برزة الأسلمي ، وأخرجه أبو يعلى (1675) ، والبيهقي في “شعب الإيمان” (11196) ، من حديث البراء بن عازب . وصححه الألباني في “صحيح الجامع” (7984)] .

Berichtet AbuBarzah al-Aslami: Der Gesandte Allahs (ﷺ) sagte: “O Gemeinschaft von Menschen, die mit ihrer Zunge geglaubt haben und der Glaube nicht in ihre Herzen eindrang, lästern die Muslime nicht und suche nicht nach ihren Fehlern, denn wenn jemand nach ihren Fehlern sucht, wird Allah nach seinen Fehlern suchen, und wenn Allah die Schuld von irgendjemandem sucht, Er erniedrigt ihn in seinem Haus.” [Sunan Abi Dawud 4880. Grade: Hasan Sahih by Al-Albani]

وعلى المسلم ألا يغتر بعبادته ، فإن لم يصن حسناته فما أسهل أن تطير منه ، فتنتقل من ميزان حسناته إلى ميزان حسنات غيره ؛ كما في حديث أبي هريرة t قال : قال رسول الله ﷺ : (“أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟” قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ ؟ فَقَالَ : “إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ؛ فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ “) [ مسلم ] ، ومن هنا نفهم لماذا قال النبي ﷺ عن تلك المرأة الصوَّامة القوَّامة التي تكثر من النوافل : ” هي من أهل النار ” ، لأنها لا تكاد تجمع حسنات حتى تتحوّل عنها إلى جيرانها ، بل إن حسناتها لا تكفي ، فتحمل على نفسها من سيئاتهم . إنّها تؤذي جيرانها بلسانها ، وأذى اللسان متكرّر لأنه لا يكتفي بكلمة واحدة ولا مرة واحدة ، بل إنّه يجرّ الأعضاء الأخرى – لا محالة – إلى فعل السوء .

Abu Hurairah R.A. () berichtet, dass der Prophet (ﷺ) sagte, “Weisst du, wer der Bankrotte ist?” Sie sagten: “Der Bankrotte unter uns ist derjenige, der weder Geld noch Eigentum hat”. Er sagte: “Der wahre Bankrotte in meiner Ummah ist derjenige, der am Tag des Gerichts mit Salat . kommt , Fasten und Zakat, aber er kommt, nachdem er diesen geschmäht hat, diesen fälschlicherweise beschuldigt, den Reichtum dieses einen fälschlicherweise verzehrt, das Blut von diesem vergossen und diesen geschlagen hat. Dieser wird also von seinen Belohnungen belohnt. Wenn seine Belohnungen erschöpft sind, bevor die Sünden, die er begangen hat, vergolten werden, werden einige ihrer Sünden genommen und auf ihn geworfen, dann wird er ins Feuer geworfen.” [Muslim]

وقد روى الإمام ابن المبارك في كتابه “الزهد” والبيهقي في “الشعب” : ( أن عمر بن الخطاب t قام في الناس خطيباً ، وقال : ” لا يعجبنكم من رجل طنطنته ، ولكنه من أدى الأمانة ، وكف عن أعراض الناس ، فهو الرجل “) ، وسنأتي بين يدي الله  المَلك الدّيّان : ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [ النجم : 31 ] ، ﴿ فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ومن خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هيه نار حامية ﴾ [ القارعة : 6 – 11 ] .

ومن الناس من يظلم أو يغش أو يُسيء في المعاملات والعلاقات مع الآخرين ، بل أيضًا في مواطن الثواب والأجر ، كمن يؤذي الناس في المساجد أو في مجالس الذكر ، أو في الطواف أو السعي أو رمي الجمار ، فيمحق حسناته محقًا ، ويفسد إيمانه ، ويُسوّد قلبَه .

ثم انظر بعد ذلك إلى أولئك الذين يتطاولون على الصحابة ويشتمونهم ، كمن يسب أبو بكر وعمر وأبو هريرة وغيرهم ، وقد أخبر الله  أنه قد رضى عن المهاجرين والأنصار ومدحهم ، ثم من ينهشون لحوم العلماء أو المجاهدين في سبيل الله أو العاملين للإسلام …